من رسائلي إلى والدي جعله الله في العليين ..

[راحيل الأيسر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راحيل الأيسر

طريق الحنين تضيق بنا
لا تتسع إلا لزفرة شوق وتنهيدة

طريق الحنين لا تسعنا كي ننفذ منها
حيث ( هم ) ..


ياقلبي المفتون بالأزمنة البعيدة وقد رَحَلت
تطير إليك الروح
ترفرف فوق ضياء مدارك
وحنينا تحترق في وهج سناك ..
كلما دلفتُ إلى مهجع الليل أيقظني صوتك القادم كنشيد تليد استوطنني مذ تكبيرتك في أذني أول الميلاد ..
أنا المترعة بك وإن تراءى للناس شفاهي التي تشقفت وأنا أجوب مشارق الذاكرة ومغاربها ثُم أحتسي ملح دمعي ..
لا وربي ، ليست ظمأى روح أُشربت حبك
لكن هذا الملح الساخن يفتأ يشطر الروح .
وذي شفاهي أجدبت إذ أُغرِقَت بؤسا في عطش السؤال
ولات ثَمَّ لقاء بك ..
إلا إذا افترش الجسد الثرى
فثمَّ سكونه ومسكنه وسكينته ..

سنين يا أبت ووحدك من أهرع إليه
كلما ارتعشت وارتجف قلبي
وحدك تمسد عليَّ حتى في غيابك


اللهم ارحم أبي واغفر له وارفع درجاته
وأكرمه بكرمك ..

[راحيل الأيسر]

لو أمطرتْ ذهباً منْ بعدِ ما ذهبا

لا شيء يعدلُ في هذا الوجودِ أبا

مازلتُ في حِجرِهِ طفلاً يُلاعبني

تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

لم يَحنِ ظهرَ أبي ما كانَ يَحمِلُهُ

لكنْ ليحملني منْ أجليَ انحدبا

وكنتُ أحجبُ عن نفسي مطالبها

فكانَ يكشفُ عما أشتهي الحُجُبا

أغفو وأمنيتي سرٌّ ينامُ معي

أصحو، وإذ بأبي ما رُمتُ قد جَلبا

كفاهُ غيمٌ وما غيمٌ ككفِّ أبي

لم أطلبِ الغيثَ إلا منهما انسكبا

ياليتني الأرضُ تمشي فوقها فأرى

من تحتِ نعلكَ أني أبلغُ الشُهبا

مهما كتبتُ بهِ شعراً فإنَّ أبي في

القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

يامنْ لديكَ أبٌ أهملتَ طاعتهُ

لا تنتظر طاعةً إنْ صِرتَ أنتَ أبا

فالبرُّ قرضٌ إذا أقرضتهُ لأبٍ

يُوفيكَهُ ولدٌ والبرُّ ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ، صِلْ في الحياةِ أباً

لا ينفعُ الدمعُ فوقَ القبرِ إنْ سُكِبا


الأبيات لقائلها.

[راحيل الأيسر]

وأجيبت دعوتك ..
وأجيبت دعوتي !
تقول يا لبابة الروح فلتحيي ولتسلمي دهرا بعد دهر .
وأقول :
بل يا روح الروح فلأسلم في دهر أنت فيه
ولأفنَ في يوم لن تشرق فيه شمسك ..
وإذ أراني اليوم بعدك
في دار الفناء على قيد ابتلاء
جسدا باليا حيث لا روح
فتلك دعوتك ..
وإذ أوقن أن ثمة روحا أهيل عليها الثرى معك .. فهذه دعوتي ..

وذا قلبي في مهب الفقد
وطيور الحنين تغرز مناقيرها
أواه كم بقي لي مني ؟