الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديـات الثقافيـة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي هنا نناقش قضايا العصر في منظور الشرع ونحاول تكوين مرجع ديني للمهتمين..

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-2024, 02:44 PM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠







كيف قال: ﴿ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَونعمة الله لا تتناهى؟:

قالوا: ألا يتعارض الأمر بذكر النعمة في الآية، مع قوله تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ﴾، فإذا كانت النعم غير مُتَنَاهية، وما لا يتناهى لا يحصل به العلم في حق العبد، فكيف أمر بتذكرها هنا؟.قلنا: إنها غير مُتَنَاهية بحسب الأشخاص والأنواع، إلاّ أنها متناهية بحسب الأجناس، وذلك يكفي في التذكّر الذي يفيد العلم بوجود الصَّانع الحكيم.
وللإيضاح: إن النعم على الفرد لا تُحصى، ومهما عددت بعضها لن تصل لإحصائها وهذا ما يوافق آية: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَت َٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ﴾ إبراهيم 34، لكن الله قال لبني إسرائيل: ﴿ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ﴾ التي أنعمت بها على مجموعكم، ومنها إرسال موسى وسائر الأنبياء - عليهم صلوات الله - لهدايتهم، وإنجاؤهم من آل فرعون، والآيات التسع، وأمثلة النعم التي مَنَّ الله بها عليهم مذكورة في مضمون هذه الموجة من سورة البقرة.







 
رد مع اقتباس
قديم 30-07-2024, 10:47 PM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






ما هي النعمة المأمورون بذكرها؟:

في النعمة المأمور بذكرها أو بحفظها أقوال: - ما اسـتودعوا من التوراة التي فيها صفة النبي محمد صلوات الله عليه،
- أو ما أنعم به على أسلافهم من إنجائهم من آل فرعون وإهلاك عدوهم وإيتائهم التوراة ونحو ذلك،
- أو إدراكهم مدة النبي الخاتم،
- أو علم التوراة،
- أو جميع النعم على جميع خلقه وعلى سلفهم وخلفهم في جميع الأوقات على تصاريف الأحوال.

وأظهر هذه الأقوال ما اختص به بنو إسـرائيل من النعم لظاهر قوله: ﴿نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ﴾ على التخصيص. ونعم الله على بني إسـرائيل كثيرة، منها أنه اسـتنقذهم من بلاء فرعون وقومه، وجعلهم أنبياء وملوكاً، وأنزل عليهم الكتب المعظمة، وظلل عليهم في التيه الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى. فالمراد بالنعمة هنا جميع ما أنعم الله به على المخاطبين مباشرة أو بواسطة الإنعام على أسلافهم فإن النعمة على الأسلاف نعمة على الأبناء لأنها سمعة لهم، وقدوة يقتدون بها، وبركة تعود عليهم منها، وصلاح حالهم الحاضر كان بسببها، وبعض النعم يكون فيما فطر الله عليه الإنسان من فطنة وسلامة ضمير وتلك قد تورث في الأبناء.








 
رد مع اقتباس
قديم 31-07-2024, 12:21 PM   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِالنحل 53:

بعد بيان حد النعمة، تنبغي الإشـارة إلى أن كل نعمة يتمتع الإنسـان بها، مصـدرها الله سبحانه.
والنعمة على ثلاثة أوجه:

أحدها: نعمة تفرد الله بها نحو أن خلق ورزق.

وثانيها: نعمة وصلت إلينا من جهة غيره بأن خلقها وخلق المنعم ومكنه من الإنعام وخلق فيه قدرة الإنعام وداعيته ووفقه عليه وهداه إليه، فهذه النعمة في الحقيقة أيضاً من الله تعالى، إلا أنه - تعالى - لما أجراها على يد عبده كان ذلك العبد مشكوراً، ولكن المشكور في الحقيقة هو الله تعالى، ولهذا قال: ﴿أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوٰلِدَيْكَ﴾ لقمان 14، فبدأ بنفسه للدلالة على أنه - سبحانه - هو من يجري النعم على أيدي عباده، واستحق الوالدان الشكر بعده لأنهما استجابا لفطرته - تعالى - التي فطرهما عليها ليحيطا أبناءهما بالرعاية.

وثالثها: نعمة وصلت إلينا من الله - تعالى - بواسطة طاعاتنا، وهي أيضاً من الله - تعالى - لأنه لولا أنه - سبحانه وتعالى - وفقنا على الطاعات وأعاننا عليها وهدانا إليها وأزاح الأعذار وإلا لما وصلنا إلى شيء منها، فظهر بهذا التقرير أن جميع النعم من الله على ما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.









 
رد مع اقتباس
قديم 01-08-2024, 02:20 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






﴿أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ:

هذه جملة أمرية عطف على الأمرية قبلها، والظاهر أن الجملة ضمنت معنى الشرط.
ويقال: أَوْفَى، ووَفَّى، ووَفَى بمعنى؛ قال الشاعر جامعاً بين لغتين:
أَمَّا ابْنُ طُوْقٍ فَقَدْ أَوْفَى بِذِمَّتِهِ ..... كَمَا وَفَى بِقِلاَصِ النَّجْمِ حَادِيها
وقيل: يقال: أوفيت ووفيت بالعهد، وأوفيت الكَيْلَ لا غير، وعن بعضهم: أن اللغات الثلاث واردة في القرآن:
1) أما أَوْفَى، فكهذه الآية.
2) وأما وَفَّى فكقوله: ﴿وَإِبۡرَٰهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰٓ 37النجم.
3) وأما وَفَى، فلم يصرح به، وإنما أخذ من قوله تعالى: ﴿أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ﴾ التوبة 111، وذلك أن أَفْعَل التفضيل لا يبنى إلاّ من الثلاثي كالتعجُّب هذا هو المشهور.
ويجيء " أَوْفَى " بمعنى: ارتفع؛ قال:
رُبَّمَا أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ ..... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمَالاتُ
و ﴿بِعَهۡدِيٓ متعلّق بـ "أَوۡفُواْ"، والعَهْد: مصدر، ويحتمل إضافته للفاعل أو المفعول.
والمعنى: بما عاهدتكم عليه من قَبُولِ الطَّاعة، ونحوه: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَٰبَنِيۤ ءَادَمَ﴾
يس 60، أو بما عاهدتموني عليه، ونحوه: ﴿وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ﴾ الفتح 10.
و ﴿أُوفِ: مجزوم على جواب الأمر. و ﴿بِعَهْدِكُمْ﴾: متعلّق به.









 
رد مع اقتباس
قديم 02-08-2024, 01:44 PM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






ما هو العهد الذي أُمِروا بالوفاء به؟:

العهد: تقدم تفسـيره لغة في قوله: ﴿ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ﴾ 27. والعهد يحتمل أن يكون مضافاً إلى المعاهد - بكسر الهاء - وإلى المعاهد - بفتحها - وفي تفسـير هذين العهدين أقوال:
1) الميثاق الذي أخذه عليهم من الإيمان به والتصديق برسله، وعهدهم ما وعدهم به من الجنة.
2) ما أمرهم به وعهدهم ما وعدهم به.
3) ما ذكر لهم في التوراة من صفة النبي - عليه صلوات الله - وعهدهم ما وعدهم به من الجنة.
4) أداء الفرائض وعهدهم قبولها والمجازاة عليها.
5) ترك الكبائر وعهدهم غفران الصغائر.
6) إصلاح الدين وعهدهم إصلاح آخرتهم.
7) مجاهدة النفوس وعهدهم المعونة على ذلك.
8) إصلاح السرائر وعهدهم إصلاح الظواهر.
9) ﴿خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ﴾ البقرة 93.
10) ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ آل عمران 187.
11) الإخلاص في العبادات وعهدهم إيصالهم إلى منازل الرعايات.
12) الإيمان به وطاعته، وعهدهم ما وعدهم عليه من حسن الثواب على الحسنات.
13) حفظ آداب الظواهر وعهدهم في السرائر.
14) عهد الله على لسان موسى - عليه صلوات الله - لبني إسرائيل: إني باعث من بني إسماعيل نبياً فمن اتبعه وصدّق بالنور الذي يأتي به غفرت له وأدخلته الجنة وجعلت له أجرين اثنين، قاله الكلبي.
15) شرط العبودية وعهدهم شرط الربوبية.
16) أوفوا في دار محنتي على بساط خدمتي بحفظ حرمتي، أوف بعهدكم في دار نعمتي على بساط كرامتي بقربى ورؤيتي.
17) لا تفروا من الزحف أدخلكم الجنة.
18) ﴿لَئِنۡ أَقَمۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَيۡتُمُ ٱلزَّكَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ وَأَقۡرَضۡتُمُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّكُمۡ جَنَّٰتٖ﴾ المائدة 12.
19) أوامره ونواهيه ووصاياه، فيدخل في ذلك ذكر محمد - عليه صلوات الله - الذي في التوراة.
20) أوفوا بعهدي في التوكل أوف بعهدكم في كفاية المهمات.
21) أوفوا بعهدي في حفظ حدودي ظاهراً وباطناً أوف بعهدكم بحفظ أسراركم عن مشاهدة غيري.
22) عهده حفظ المعرفة وعهدنا إيصال المعرفة.
23) أوفوا بعهدي الذي قبلتم يوم أخذ الميثاق أوف بعهدكم الذي ضمنت لكم يوم التلاق.
24) أوفوا بعهدي اكتفوا مني بي أوف بعهدكم أرض عنكم بكم.

فهذه أقوال السلف في تفسير هذين العهدين. والذي يظهر أن المعنى طلب الإيفاء بما التزموه لله - تعالى - وترتيب إنجاز ما وعدهم به عهداً على سبيل المقابلة، أو إبرازاً لما تفضل به - تعالى - في صورة المشروط الملتزم به فتتوفر الدواعي على الإيفاء بعهد الله، كما قال تعالى: ﴿وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ﴾ التوبة 111، وقال: ﴿لَّا يَمۡلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحۡمَٰنِ عَهۡدٗا 87مريم.








 
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2024, 01:39 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






﴿وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ:

عطفت الواو في: ﴿وَإِيَّٰيَ على جُمل: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ﴾، و "إياي": ضمير منصوب منفصل، والفاء في: ﴿فَٱرۡهَبُونِ جواب أمر مقدر، والمعنى: تنبّهُوا فارهبون. و "الرَّهَبُ" و "الرَّهْب"، و "الرَّهْبَة": الخوف، مأخوذ من الرّهَابة، وهي عظم في الصدر يؤثر فيه الخوف.
ولأن الرهبة من الخروج عن طاعة الله - عز وجل - ومن عدم الوفاء بعهده، ومن صرف شيء من عبادته لغيره؛ هو طلب دائم من الله - سبحانه وتعالى -؛ كان حذف الياء علامة للديمومة والاستمرار في هذا الطلب.
وأكثر المفسرين قالوا في حذف ياء: ﴿فَٱرۡهَبُونِ﴾ أنها حذفت لموافقة الفاصلة، وهذا قول لا نقبل به، لأن لكل حرف في الكتاب وظيفة، ولكل حذف غاية، ليس منها "موافقة الفاصلة" التي جعلوها عذراً موافقاً لضرورات الشعر، وكلام الله فيه "الحِكَم" ولا يخضع لقيود الضرورة.
وفي الآية دليلٌ على أنّ المرء يجب عليه ألا يخاف أحداً إلا الله تعالى، ولما وجب ذلك في الخوف، فكذا في الرجاء فيها دلالة على أنه يجب على المكلف أن يأتي بالطاعات للخوف والرجاء، وأن ذلك لا بد منه.










التوقيع

 
رد مع اقتباس
قديم 03-08-2024, 10:59 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بفعل الأمر:

حذف ياء التحول يفيد الاستمرار.

وقد حذفت في الكتاب على النحو التالي:
- من كل مواضع أفعال: خَافُونِ، وارْهَبُونِ، واتَّقُونِ، واسْمَعُونِ، وأَطِيعُونِ، واعْتَزِلُونِ، وارْجِعُونِ، وأَرْسِلُونِ.
- من ثلاثة مواضع من أربعة ذكر فيها الفعل: فَاعْبُدُونِ
- من موضعين من ثلاثة ذكر فيها الفعل: وَاخْشَوْنِ، وكِيدُونِ.
- من موضعٍ من ثلاثة ذكر فيها الفعل: وَاتَّبِعُونِ.
ولم تحذف من: وَأَنِ اعْبُدُونِي (يس 61)، وَاخْشَوْنِي (البقرة 150)، فَكِيدُونِي (هود 55)، فَاتَّبِعُونِي (آل عمران 31، طه 90).

ولأن حذفها هو القاعدة، نكتفي بذكر دلالة إثباتها في المواضع التي لم تُحذف فيها:

- أما إثباتها في قوله تعالى: ﴿وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ 61يس، فلأن الحديث في هذه الآية والسابقة لها عن عهد الله لبني آدم بترك عبادة الشيطان، وعبادة الله وحده: ﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ 60 وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ 61يس؛ فكان إثبات الياء لغرض قصر العبادة على الله دون سواه، وكأنه قال: أن اعبدوني أنا وحدي.

- أما إثباتها في قوله تعالى: ﴿وَمِنۡ حَيۡثُ خَرَجۡتَ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيۡكُمۡ حُجَّةٌ إِلَّا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنۡهُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِي وَلِأُتِمَّ نِعۡمَتِي عَلَيۡكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ 150البقرة؛ فلأن طلب الخشية فيها كان طلبًا في مسألة واحدة؛ هي التوجه إلى القبلة الجديدة؛ أي إلى المسجد الحرام بدلاً من قبلة المسلمين الأولى. والخشية تكون في بداية الأمر، ولما يستقر المسلمون على قبلتهم الجديدة؛ ينتهي الحديث في تغيير القبلة، ويصبح التوجه إلى غيرها هو الأمر المستغرب، وكان أثر هذا الحدث أثرًا محدودًا انتهى سريعًا؛ فلمحدودية الحدث أثبتت الياء.

- وأما إثباتها في قوله تعالى: ﴿مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ 55هود؛ فلأن طلب هود عليه صلوات الله - من عادٍ الكيد جاء ردًا على قولهم: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ 54﴾حتى يبين لهم كذب ادعائهم، فطلب منهم كيدًا سريعًا إن كانت لآلهتهم مقدرة على الكيد أو الإعانة على الكيد معهم، والفاء في "فيكيدوني" هي للتعقيب السريع بلا تراخٍ دال على طلبه السريع لتكذيب قولهم، بينما كان الطلب في سورة الأعراف في قوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ شُرَكَآءَكُمۡ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ 195الأعراف، من أمر الله - عز وجل - لنبيه ليتحداهم تحدٍ دائم لهم ومستمر.

- وأما إثباتها في قوله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ 31آل عمران؛ فلأن محبة الله وغفرانه للذنوب تحصل للمتبع للرسول - عليه صلوات الله - من ساعة دخوله في الإسلام، فإن غير بعد ذلك غير الله عليه. ولو حذفت الياء لأفاد حذفها بأن المتبع لا ينال محبة الله وغفران ذنوبه إلا بعد الاستمرار في الاتباع زمنًا لا يعلمه إلا الله تعالى، وإن هلك قبل ذلك لم يعرف مآله، وهذا خلاف ما هو ما معلوم.

- وأما إثباتها في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ قَالَ لَهُمۡ هَٰرُونُ مِن قَبۡلُ يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوٓاْ أَمۡرِي 90طه، فلأن طلب الاتباع لم يرد به الاتباع الدائم المستمر، بل كان لمسألة واحدة؛ ألا وهي ترك عبادة العجل الذي اتخذوه إلهًا، واتباعه في عبادة الله وحده، وقد خلف هارون موسى - عليهما صلوات الله - في غيابه إلى ميقات ربه، فما كان ردهم على هارون إلا قولهم: ﴿قَالُواْ لَن نَّبۡرَحَ عَلَيۡهِ عَٰكِفِينَ حَتَّىٰ يَرۡجِعَ إِلَيۡنَا مُوسَىٰ 91طه.









 
رد مع اقتباس
قديم 04-08-2024, 03:55 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






التقديم والتأخير في: ﴿وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ:

ذكر علماء البلاغة من الدواعي البلاغية لتقديم المسـند إذا كان الأصل فيه التأخير أربعة أمور:

1) تخصيص المسـند بالمسـند إليه، أي: قَصْرُ المسـند على المسـنَدِ إليه، فلا يكون لغيره، مثل: ﴿لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ﴾ القصص 70، والجملتان اسـميتان، قدّم فيهما المسـند على المسـند إليه، والأصل فيهما تقديم المسنَدِ إليه، وقدم فيهما المسند لإِفادة التخصيص بمعنى القصر.

2) التّنْبِيه من أوّل الامر على أنّه خبرٌ لا نعت، إذا كان تأخيره قد يوهم ابتداءً أنّه نعتٌ للمسند إليه، مثل فواصل آيات سورة المائدة بشأن عذاب الذين كفروا يوم القيامة: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ 36، ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ 37، ﴿وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ 41، وجاء تقديم المسند وهو "لَهُمْ" على المسند إليه في الثلاثة آيات المبينة نوع العذاب، لئلا يسبق إلى التوهّم أن المسند قد سيق على سبيل النعت للمسند إليه، وأن الخبر لم يأتِ بَعْدُ.

3) أن يكون في المسند ما يدعو إلى التفاؤل بالخير أو التشاؤم من الشرّ، ويريد موجّه القول المبادرة بما يحدثُ في نفس المتلقّي من التفاؤل أو التشاؤم، مثل الإشعار بالتفاؤل في قول الشاعر:
سَعِدَتْ بغُرَّةِ وَجْهِكَ الأَيَّامُ ..... وتَزَيَّنَتْ بِلقَائِكَ الأَعْوَامُ

4) إرادة التشويق إلى ذكر المسند إليه، ويكثرُ هذا الداعي في المدح والوعظ، ومن أمثلة الوعظ قول ابن المعرة:
وَكَالنَّارِ الْحَيَاةُ فَمِنْ رَمَادٍ ..... أَوَاخِرُهَا وَأَوَّلُهَا دُخَانُ
والفاصلة هنا، ومثلها فاصلة الآية التالية لها، أفادَ التقديم فيهما التخصيصَ والحصْرَ، والمعنى: لا ترهبوا غيري من الشركاء، ولا تتَّقُوا غيري من الشركاء. ومثيل هذا المنحى البلاغي بيناه في آية فاتحة الكتاب: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ 5﴾، حيث قُدِّمَ المفعول على فاعله في الجملتين، بغرض تخصيصَ وحَصْر عبادة العابد واستعانته بالله وحده.









 
رد مع اقتباس
قديم 05-08-2024, 03:10 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






حول مضمون الآية:

بعد أن بين التنزيل الحكيم قصة آدم الخليفة، شرع في تبيان أقرب الأمم التي حُمِّلَت الراية بعد هلاك الأمم البائدة، تلك التي لم ترع حق الله، ولم تقبل شرعه. وأهمية قصة بني إسـرائيل للمسـلمين أنهم الأمة التي استطرد القرآن في ذكر سيرتها، وتوسع كثيراً، لأسباب منها أن نأخذ من تفاصيل قصتهم العبرة والعظة، وأن نستمسك بما أهملوه، ولا نضيع ما ألقوه وراء ظهورهم من عقيدة وشـريعة.

قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ وهو يقصد أمة بعينها انتسبت لـ "إسرائيل" الذي قال أكثر المفسـرين أنه يعقوب عليه صلوات الله. وما دعاهم إلى الإصرار على هذا الرأي هو - في المقام الأول - نصوص العهد القديم التي ولغ فيها المفسرون حتى تشربوها، ملقين إشارات القرآن الكريم حول الاختلاف بين إسرائيل ويعقوب، وراء ظهورهم. وما زاد المشكلة توغلاً وتشابكاً أنْ اخْتُرِعَت أحاديثٌ لتأكيد هذا التوجه، بحيث صار من يخالفه إنما يخرج على "الوحي الإلهي الثاني". ونحن لا نعلم إلا وحياً واحداً هو القرآن الكريم الذي هو عندنا: "الرسول الحي" بقي بعد وفاة محمد - عليه صلوات الله - ويستمر إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.









 
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2024, 10:26 PM   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






حول مضمون الآية:

إنَّ "إسـرائيل" - دونما شـك - ليس هو النبي يعقوب - عليه صلوات الله -، ومن أدلتنا:

1) قوله تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ﴾ مريم 58، فالآية تُقَسِّـمُ الأنبياءَ إلى مراحل زمنية: من ذرية آدم ونوح منها، ومن ذرية من حملنا مع نوح، ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل، وممن هدينا واجتبينا.
وقد صار من المعلوم أن ذرية إبراهيم شملت إسحق ويعقوب وأبناء يعقوب وأبناءهم. والملاحظ أن مرحلة إبراهيم وإسرائيل لم يقل فيها: "ومن ذرية إبراهيم وذرية إسرائيل" لتكون مرحلتين منفصلتين كما فيما ذكر قبلها، بل هي مرحلة واحدة شملت أصلين: إبراهيم وإسرائيل، فقال: ﴿وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ وعدم تكرار لفظة" "ذرية" لإسرائيل إنما كان للدلالة على اشتراك ذريتهما وتداخلهما معاً.
لذلك لو كان إسرائيل هو يعقوب، لاعتبر ذكر إسرائيل بعد إبراهيم تكراراً لا مسوغ له؛ فكأنه قيل: "ومن ذرية إبراهيم إسحق ويعقوب، ويعقوب"، وهذا حشو ينزه عنه كتاب الله.
وبنو إسرائيل هم أرومة قبائل عربية في شبه الجزيرة العربية، اتصلت بذرية إبراهيم، وتعايشت معها، وغلب اسمها على ذرية يعقوب حتى سميت الأمة باسمها، خاصة وذرية إبراهيم لم تكن كبيرة العدد لتكون - وحدها - شَعْباً.



.....







 
رد مع اقتباس
قديم 07-08-2024, 01:52 PM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






حول مضمون الآية:

إنَّ "إسـرائيل" - دونما شـك - ليس هو النبي يعقوب - عليه صلوات الله -، ومن أدلتنا:

2) ورد ذكر نبوة يعقوب في الكتاب في عدة مواضع، منها: ﴿فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ وَكُلّٗا جَعَلۡنَا نَبِيّٗا 49مريم، بينما لم يُذكر إسرائيل كنبيٍّ أبداً، مع تكرار ذكر نبوة بضعٍ وعشـرين نبياً فرداً، فرداً؛ مما يدل على أن إسـرائيل ليس نبياً، وبالتالي ليس هو النبيَّ يعقوب.

3) النَّبيَّ لا يحق له تشـريع التحريم لشيء أبداً، لا على نفسه، ولا على غيره، لأنه مأمور باتِّباع ما يشـرعه الله من تحليـل وتحريم، دون مخالفة شـرع الله. وفي حال مخالفته لهذا الأمر، يرجعه الله بالتنبيه لشرعه، ليبقى أمر التشريع لله وحده، كما حدث في سورة التحريم بقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ﴾ التحريم 1، لأن صفة التحريم هي صفة فعل لله لا يشاركه فيها أحد. ولا يحدث هذا التوجيه لإسرائيل الذي حَرَّمَ على نفسه بعض الطعام كما في الآية في سورة آل عمران: ﴿كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلّٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَٰٓءِيلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ﴾ 93، ظناً منه أنه يتزلف إلى الله بذلك التحريم، ولم نر في الكتاب تعقيباً بالإجازة أو الردع شأن فعله - تعالى - مع الأنبياء.






.....







 
رد مع اقتباس
قديم 07-08-2024, 11:13 PM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
عوني القرمة
طاقم الإشراف
 
إحصائية العضو






عوني القرمة غير متصل


افتراضي رد: قراءات في الكتاب: ســـورة البقرة: قصة بني إسرائيل: 1) الإنعام

﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ
وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٤٠






حول مضمون الآية:

إنَّ "إسـرائيل" - دونما شـك - ليس هو النبي يعقوب - عليه صلوات الله -، ومن أدلتنا:

4) لم يذكر القَوْلُ القرآني صراحة أن النَّبيَّ يعقوب قد قام بتحريم أي أمر من تلقاء نفسـه، وإنما ذكره دائماً بالنُّبوَّة والاتِّباع للوحي، وفعل الخيرات، وجعله إمام هداية للناس، بخلاف إسرائيل فقد حرَّم على نفسه ما أحلَّ الله له.
يقول - تعالى - في حق إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ: ﴿وَوَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ نَافِلَة وَكُلّٗا جَعَلۡنَا صَٰلِحِينَ 72 وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ 73الأنبياء.




.....









 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:22 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط