|
|
قسم القصة القصيرة جدا هنا نخصص قسما خاصا لهذا اللون الأدبي الجميل |
![]() |
مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان) |
|
أدوات الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | |||||
|
![]()
علموه، طفلاً، أن ينتظر كل شيء، وأي شيء، كبر و صار يمارس دور المنتظِر حيناً، أو المنتظَر أحياناً. نهاراً، في عيادة أطباء كثيرين يمثل دور شخص مريض، و ينتظر، وإذا حان دوره يهرب.. في الشارع يندس بين المارة، يسرع، يركض، مُمثلا دور شخص مهم ينتظره أحدُهم، ليلاً، في بيته ،يتوهم أن هناك من ينتظره تحت، فيظل يصعد ويهبط الدرج، في عذاب سيزيفي. شاخ و تفاقمت حالُه، زار طبيبَ أمراض نفسية، لم يهرب هذه المرة،بل دخل قاعة الفحص بهدوء،استقبله الطبيب بابتسامة وقال له :"انتظرتك طويلاً"
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | ||||
|
![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
بداية القصة علموه، طفلاً، أن ينتظر كل شيء، وأي شيء،/ نجد كلمة "علموه"مشاكسة للقارئ، تدفعه ليتدخل برصيده الثقافي وتصوراته القبلية "عن هذه الشخصية الحكاية التي هي مجرد علامة فقط عن الشخصية الحقيقية."حسب تعبير الناقد الفرنسي "ميشال زرافا". وهذا التعريف يستوجب طرح عدة أسئلة، من هم أولائك الذين علموه؟ فتعليمه شارك فيه عدد كبير من الشخصيات. هل شارك الأبوان في تعليمه عادة الانتظار؟هل كان تعليمه متعمدا لمصلحة ما؟ لماذا حرصوا على تعليمه ليكون مدمنا على الانتظار؟ مما جعله أن يلازم هذا الفعل إلى حد عدم الإقلاع عنه في كبره. فهو عمل تميزت به هذه الشخصية التي دأبت على فعل معين نتيجة اضطراب في السلوك، بحيث يقوم بتَكرار الفعل على مسار حياته. كأن عقله أصبح عاجزا عن الاستغناء عنه. بداية القصة تعطي للقارئ فكرة على منظومة العملية التعليمية/ التعلُّمية/ الانتظار/ التي تلقاها هذا الطفل في صغره ، واستمرت معه في كبره من حيث السلوك والتصرف والتحرك طبقا لما تعلمه في بداية حياته لممارسة انتظار كل شيء يقع في مسار عمره. نستنتج أن تلك الشريحة الاجتماعية قد ساهمت في تشكيل رجل الغد فكريا وتربويا، فالجماعة يمكن اعتبارها كقوة فاعلة في خلق حالة غير مألوفة داخل الحياة الاجتماعية. حالة، غير عادية وفريدة من نوعها تثير انتباه القارئ، فيسارع للتعجب والاستغراب، وربما الاستنكار. ومن بين هذه الحالات التي جاءت ربما من تربية غير سليمة، والتي جاءت في كنف القصة: ــ انتظار دوره كمريض في عيادة الطبيب، ولما يصل دوره يهرب. ــ حركته في الشارع ،وهي حركات غير منسجمة. ــ عدم استقراره في البيت، لأنه كان يكثر في الصعود والهبوط كأنه ينتظر شخصية ما. اختار السارد حالات معينة، لرفع وثيرة قوة التأثير، شكلها السارد كصور لافتة للنظر والتدبر. وهي حالات تبدو مثيرة الجدل، شكلها الكاتب بلغة قريبة من القارئ كصور منتزعة من الواقع، تختزن في بنيتها دلالات غائبة حتى يعمل القارئ على تفتيتها، بالكشف عما تخبئه من جزئيات منفلتة ومعان بعيدة، وانطلاقا من ما توصل إليه،هو الحكم على هذه الشخصية بأنها غير سوية، وقد يصنفها داخل زمرة المختلين عقليا، بعدما تضخم مرض الانتظار السلبي في نفسيته. شخص الكاتب تلك الأحداث المستفزة للقارئ ،رغم أنها تحمل طاقة إبلاغية واضحة. أحداث تبدو ثابتة مع عمر البطل حتى "شاخ وتفاقمت حالته". فسواء حدد القارئ موقفه بالرفض أو القبول، فإنه يبدي تعاطفا كبيرا مع حالته النفسية، والتماس الأعذار له، لأنه غير مسؤول عن مرض الانتظار الذي عشش في عقله ونفسه وفكره. فالحركات التي قام البطل به في /عيادة الطبيب/ الشارع/ البيت/ هي في الواقع عشوائية، ناتجة عن مرض نفسي متعدد، متشابك ومتداخل. لخصه الكاتب في مرض الانتظار الذي ينسجم مع صفات متعددة منها: الإهمال والتراخي والتهاون، وفقدان التركيز على أفعاله. فرغم ذلك، إنها صور تنبض بحياة صامتة، كسلوك غريب وصادم يفجر عدة أسئلة منها: من المسؤول عن حالة البطل الحالية؟ هل كان يعتبر سلوكه المتقلب نوعا من العلاج؟ هل كان ينتظر المساعدة من أحد؟ هل يريد أن يداوي نفسه بنفسه دون اللجوء إلى طبيب مختص في الأمراض النفسية؟ أسئلة متعددة يطرحها كل قارئ من أجل الوصول إلى تأويل منسجم مع حالة البطل.. نهاية القصة ــ شاخ و تفاقمت حالُه، زار طبيبَ أمراض نفسية، لم يهرب هذه المرة، بل دخل قاعة الفحص بهدوء، استقبله الطبيب بابتسامة وقال له : "انتظرتك طويلاً". ــ لم يهرب هذه المرة،/ نهاية صادمة للقارئ، قد لا تقلقه، ولكن، قد يدخل في الاستغراب من هذا السلوك الجديد والمفاجئ، الذي يوقظ انفعالا وتوترا وتساؤلا في نفسيته. كيف تخلى البطل عن عادة الانتظار، لماذا استسلم في النهاية؟ لماذا قرر زيارة الطبيب؟ هل تيقن أن لا فائدة من الانتظار؟ فالبطل لم يتضايق من الانتظار، ولم يمل منه، وإنما أجبر على الذهاب إلى الطبيب بسبب تدهور صحته النفسية والجسدية. فكأن الطبيب كان متيقنا أنه لن يهرب هذه المرة ، وسوف ينتظر دوره، وسوف يطلب العلاج، لذلك قال له الطبيب: "انتظرتك طويلاً". قصة تبدو بسيطة في لغتها وبنيتها السردية، لكنها اعتمدت على الاختزال والتلميح، والتصوير لحياة واقعية أو متخيلة، دون اللجوء إلى الجزئيات والتفاصيل المتعلقة بالواقع التعليمي/ التربوي الذي يبدو كحدث غير مبني على أسس تربوية صحيحة. قصة تعتمد على بنية دائرية مشحونة بالحالات والوضعيات، يمكن إعادة إنتاج نهايتها في شكل بداية. قصة تحمل في طياتها رسالة تربوية تحذيرية، تنتقد بشدة ما بَنته طرق التربية التقليدية في نفسية الطفل، وما رسخته من قيم سلبية. حيث نجد تربية هذا الطفل مبنية على التطويع الفردي الذي يبقى جزءا لا يتجزأ عن تطويع أفراد المجتمع، وهو تعلُّم يغيب الهدف الأسمى للتربية. قصة تبدو بسيطة، لكنها شيدت بمهارة سردية متميزة ، بعيدة عن اللغة المغرقة في الغموض. قصة تحفز القارئ لفتح النص من خلال ثقافته وتجربته، واستحضار الجزئيات والتفاصيل الغائبة في النص. جميل ما كتبت وأبدعت أخي المبدع المتألق ميمون. تقديري واحترامي |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() تحليلك، أخي أحمد، يحفظه الله، يقربنا من جوهر النص، وذاك هو القصد..
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||||
|
![]() الله، الله..
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||||
|
![]() ( علموه )
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||||
|
![]() للتثبيت تقديرا واستحسانا ..
|
|||||
![]() |
![]() |
|
|