طِفْلُ الصَّقِيْعِ

[مطران العياشي]

طِفْلُ الصَّقِيْعِ


رَبَّــاهُ عِــشْــتُ بِــلَا مُـعِـيْـنٍ يَـسْـنُـدُ
الأُمُّ ثَـــكْـــلَـــىْ وَالأُبُـــوَّةُ تُـــفْـــقَــدُ

مَــا بَـالُ أَلْـوَانِ الْـصَّـفَـاءِ تَـجَـهْـمَـتْ
الــثَّــلْــجُ يَــدْفُــنُ والْــسَّـمَـاءُ تَـلَـبَّـدُ

هَرِمَتْ بَقَايَا الْجُرْحِ فِيْ مَوْتِ الْمَدَى
وَالْـحَـرْفُ فِـي صَمْتِ الْحَنِيْنِ تَجَعَّدُ

وَرَصَــاصُ ذَرَّاتِ الْــعَــوَاصِـفِ وَابِـلٌ
يَـرْمِـيْ إِلَـىْ الْأَمَـلِ الْمُجَنْدَلِ يَحْصُدُ

فَـهُـنَـاكَ تَـرْتَـجِـفُ الْـخِـيَـامُ وَتَهْتَرِيْ
فَـالْـصَّـبْـرُ أَشْـقَـىْ وَالْـتَّـصَـبُّـرُ أَجْـرَدُ

وَالْـطُّـنْـبُ مِـنْ صَـفْـعِ الْـزَّوَابِـعِ نُوْتَةٌ
عَـزَفَـتْ عَـلَـيْـهِ مِـنَ الْـصَّـبَـابَـةِ أكْبُدُ

مَـا يَـصْـنَـعُ الْـحِـبْرُ الْمُدَجَّجُ بِالْأَسَىْ
إِنْ كَـانَ فِـيْ وَجَـعِيْ الْمَشَاعِرُ تَبْرُدُ؟

ذَابَ الْـصَّـدَى، فَـالْأُمْـنِـيَـاتُ كَـلِـيْـلَـةٌ
فَــلَــعَــلَّ مِـنْ بَـرَدِ الْـبَـيَـاضِ تَـغَـمَّـدُ

وَعَــلَــى جِـنَـاحِ الْـلَّـيْـلِ حُـلْـمٌ ذَابِـلٌ
يَــجْــتَــاحُــهُ ذَاكَ الْأَنِــيْــنُ الأَسْــوَدُ

وَالْـدَّمْـعُ مِـنْ طُـهْـرِ الْـجَـلِـيْـدِ مُـقَبِّلَاً
رُوْحَ الْـشَّـهِـيْـدِ، مَـعَ الْأَعَـاصِرِ تَصْمُدُ

وَعَـلـى رُكَـامِ الـقَـصْـفِ طِفْلٌ سَاجِدٌ
يَـبْـكِـيْ الْــتُّـرَابَ لَــعَـلَّ أُمًّـــا تُـنْـجِدُ

فَــأَصُــخُّ مَــذْعُــوْرًا أُطَــوِّقُ خَـوْفَـهُ
فَــإِذَا بِــهِ عِــنْــدَ الْــمُـهَـيْـمِـنِ يَـرْقُـدُ

مَـا ذَنْـبُ قَـلْـبِـي إِنْ تَـجَـمَّـدَ نَـبْـضُهُ
أَوَ لَـيْـسَ قَـلْـبُ الْـعَـالَـمِـيْـنَ تَجَمَّدُ؟!

يَــا أُمَّــةً هَــجَــرَتْ سُــلَافَــةَ عِـزِّهَـا
وَغَــدَا يَـئِـنُّ مِــنَ الْـجَـفَاءِ الْـمَـسْجِدُ

وَعَـلَـى صَـدَى الْأَنْـغَـامِ بَـاتَتْ تَنْثَنِيْ
طَـرَبًـا؛ وَقَـلْـبِـيْ فِـيْ الْـشِّـتَاءِ مُشَرَّدُ

مَـا الْـعَـيْـبُ فَـقْـرٌ فِـيْ الْـحَيَاةِ وَإِنَّمَا
لَــمَّــا يَــظَـلُّ عَــلَـى الْـقُـلُـوْبِ تَـبَـلُّـدُ

بُـحَّـتْ بِـحَـبَّـاتِ الْـصَّـقِـيْعِ حِكَايَتِيْ
فَـلَـعَـلَّ بَـرْدِيْ فِـيْ الْـقِـيَـامَـةِ يَشْهَدُ!


للشاعر/ مطران العياشي.

[مصطفى معروفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطران العياشي

طِفْلُ الصَّقِيْعِ


رَبَّــاهُ عِــشْــتُ بِــلَا مُـعِـيْـنٍ يَـسْـنُـدُ
الأُمُّ ثَـــكْـــلَـــىْ وَالأُبُـــوَّةُ تُـــفْـــقَــدُ

مَــا بَـالُ أَلْـوَانِ الْـصَّـفَـاءِ تَـجَـهْـمَـتْ
الــثَّــلْــجُ يَــدْفُــنُ والْــسَّـمَـاءُ تَـلَـبَّـدُ

هَرِمَتْ بَقَايَا الْجُرْحِ فِيْ مَوْتِ الْمَدَى
وَالْـحَـرْفُ فِـي صَمْتِ الْحَنِيْنِ تَجَعَّدُ

وَرَصَــاصُ ذَرَّاتِ الْــعَــوَاصِـفِ وَابِـلٌ
يَـرْمِـيْ إِلَـىْ الْأَمَـلِ الْمُجَنْدَلِ يَحْصُدُ

فَـهُـنَـاكَ تَـرْتَـجِـفُ الْـخِـيَـامُ وَتَهْتَرِيْ
فَـالْـصَّـبْـرُ أَشْـقَـىْ وَالْـتَّـصَـبُّـرُ أَجْـرَدُ

وَالْـطُّـنْـبُ مِـنْ صَـفْـعِ الْـزَّوَابِـعِ نُوْتَةٌ
عَـزَفَـتْ عَـلَـيْـهِ مِـنَ الْـصَّـبَـابَـةِ أكْبُدُ

مَـا يَـصْـنَـعُ الْـحِـبْرُ الْمُدَجَّجُ بِالْأَسَىْ
إِنْ كَـانَ فِـيْ وَجَـعِيْ الْمَشَاعِرُ تَبْرُدُ؟

ذَابَ الْـصَّـدَى، فَـالْأُمْـنِـيَـاتُ كَـلِـيْـلَـةٌ
فَــلَــعَــلَّ مِـنْ بَـرَدِ الْـبَـيَـاضِ تَـغَـمَّـدُ

وَعَــلَــى جِـنَـاحِ الْـلَّـيْـلِ حُـلْـمٌ ذَابِـلٌ
يَــجْــتَــاحُــهُ ذَاكَ الْأَنِــيْــنُ الأَسْــوَدُ

وَالْـدَّمْـعُ مِـنْ طُـهْـرِ الْـجَـلِـيْـدِ مُـقَبِّلَاً
رُوْحَ الْـشَّـهِـيْـدِ، مَـعَ الْأَعَـاصِرِ تَصْمُدُ

وَعَـلـى رُكَـامِ الـقَـصْـفِ طِفْلٌ سَاجِدٌ
يَـبْـكِـيْ الْــتُّـرَابَ لَــعَـلَّ أُمًّـــا تُـنْـجِدُ

فَــأَصُــخُّ مَــذْعُــوْرًا أُطَــوِّقُ خَـوْفَـهُ
فَــإِذَا بِــهِ عِــنْــدَ الْــمُـهَـيْـمِـنِ يَـرْقُـدُ

مَـا ذَنْـبُ قَـلْـبِـي إِنْ تَـجَـمَّـدَ نَـبْـضُهُ
أَوَ لَـيْـسَ قَـلْـبُ الْـعَـالَـمِـيْـنَ تَجَمَّدُ؟!

يَــا أُمَّــةً هَــجَــرَتْ سُــلَافَــةَ عِـزِّهَـا
وَغَــدَا يَـئِـنُّ مِــنَ الْـجَـفَاءِ الْـمَـسْجِدُ

وَعَـلَـى صَـدَى الْأَنْـغَـامِ بَـاتَتْ تَنْثَنِيْ
طَـرَبًـا؛ وَقَـلْـبِـيْ فِـيْ الْـشِّـتَاءِ مُشَرَّدُ

مَـا الْـعَـيْـبُ فَـقْـرٌ فِـيْ الْـحَيَاةِ وَإِنَّمَا
لَــمَّــا يَــظَـلُّ عَــلَـى الْـقُـلُـوْبِ تَـبَـلُّـدُ

بُـحَّـتْ بِـحَـبَّـاتِ الْـصَّـقِـيْعِ حِكَايَتِيْ
فَـلَـعَـلَّ بَـرْدِيْ فِـيْ الْـقِـيَـامَـةِ يَشْهَدُ!

للشاعر/ مطران العياشي.

قصيدة ماتعة تجري أبياتها بانسيابية على بحر الكامل.
لا فض فوك أستاذ مطران العياشي.
لسلامة الوزن واللغة وسمو المعني تثبت القصيدة.

[أحمد فؤاد صوفي]

قصيدة ماتعة بمنتهى الأناقة والفصاحة والجمال ،،،
بورك المداد ،،،

[ماجد غالب]

قصيدة جميلة، معبرة، استاذ مطران العياشي،
تحكي واقعنا المزري..
رِمَتْ بَقَايَا الْجُرْحِ فِيْ مَوْتِ الْمَدَى
وَالْـحَـرْفُ فِـي صَمْتِ الْحَنِيْنِ تَجَعَّدُ

مع فائق الاحترام وبالغ التقدير.

[راحيل الأيسر]

وكم في أمتنا من جراح شاعرنا المكرم أخي الفاضل الأستاذ / مطران العياشي

وأنت نظمت على جرح يشخب
وصور تستدر الدمع بحرف من مداد قلب مؤمن رقيق الفؤاد
ممتزج بآلام إخوته في الدين والإنسانية ..

حرف ناصع جزل له مهابة وجلال لغوي ..
طالعت وقرأت لك الكثير في منصة إكس منذ انتسابك ..
وغبطتك على ملكتك الشعرية الباهرة
وجميل نظمك وعمق قلمك ..
استبشرت بك معنا شاعرا مجيدا شرفت منتدانا ، إلا أنك غبت طويلا ..
وجئتنا بهذه الرائعة بعد طول غياب ..

آمل أن تكون هنا ما سنح لك الوقت
تفيدنا ، وترفدنا بجميل نظمك ..

ثم ما يضيرك يا ابن الأكرمين مشاركة نصوص الزملاء مرورا وتعقيبا ..

لا أظنك بخيلا وأنت من بلاد الكرم ..


طب يا أخي المكرم حرفا وشعرا
وليكرمك المولى دائما ويجل قدرك
بوركت ..
تقديري والاحترام ..