الفجر الرابع عشر 🌤
{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
أيها المؤمن تبرأ من حولك وقوتك والجأ إلى حول الله وقوته
واطلب منه التوفيق في الطاعة والعبادة وفي كل شأنك ..
قال العلامة ابن سعدي -رَحِمَهُ اللهُ-:
{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ } .
أعظم مساعد للعبد على القيام بما أمر به, الاعتماد على ربه, والاستعانة بمولاه على توفيقه للقيام بالمأمور, فلذلك أمر الله تعالى بالتوكل عليه فقال:
( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ) والتوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى, في جلب المنافع, ودفع المضار, مع ثقته به, وحسن ظنه بحصول مطلوبه, فإنه عزيز رحيم, بعزته يقدر على إيصال الخير, ودفع الشر عن عبده, وبرحمته به, يفعل ذلك..
والتوكل من ضمن ما أمر الله به نبيه صلى الله عليه في أولى أيات سورة الأحزاب ( وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )
فالتوكل ديدن الأنبياء ومنهج الصالحين الأولياء
وهو خِصِّيَّة وصفة من صفات المؤمنين الحق ..
يقول الحافظ ابن كثير فيهم : "لا يرجون سواه، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وكان في مقدمة هؤلاء المؤمنين حقًّا والمتوكلين صدقًا الأنبياء والرسل الذين قالوا: (وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا) [إبراهيم: 12].
فما أحوجنا لهذه الصفة كي نرتقي أعلى درجات الإيمان
وأسمى مدارج حسن الظن
والتفويض والعبادة والخنوع والتسليم ..
( تَوَكَّلْ عَلَى الرَّحْمَنِ فِي كُلِّ حَاجَةٍ
أَرَدْتَ فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي وَيَقْدِرُ
مَتَى مَا يُرِدْ ذُو الْعَرْشِ أَمْرًا
بِعَبْدهِ يُصِبْهُ وَمَا لِلْعَبْدِ مَا يَتَخَيَّرُ
وَقَدْ يَهْلِكُ الإِنْسَانُ مِنْ وَجْهٍ أَمِنَه
وَيَنْجُو بِحَمْدِ اللَّهِ مِنْ حَيْثُ يَحْذَرُ )
( توكل على الله تلق الذي
يَسرك مُستَعجِلاً يقبل
وَسله الَّذي شئت مِن فَضله
فَاللَّه أَكرم مَن يسأل
وَلا تَسخطنَ وَارضَ ما شاءه
فَكُل الَّذي شاءَهُ يفعل )
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكُّلِه، لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خِماصاً (تذهب جياعاً) وتروح بطانا (ترجع بطونها ملئت بالطعام)