الزائر الكريم: يبدو أنك غير مسجل لدينا، لذا ندعوك للانضمام إلى أسرتنا الكبيرة عبر التسجيل باسمك الثنائي الحقيقي حتى نتمكن من تفعيل عضويتك.

منتديات  

نحن مع غزة
روابط مفيدة
استرجاع كلمة المرور | طلب عضوية | التشكيل الإداري | النظام الداخلي 

العودة   منتديات مجلة أقلام > المنتديــات الأدبيــة > منتدى القصة القصيرة > قسم القصة القصيرة جدا

قسم القصة القصيرة جدا هنا نخصص قسما خاصا لهذا اللون الأدبي الجميل

إضافة رد

مواقع النشر المفضلة (انشر هذا الموضوع ليصل للملايين خلال ثوان)
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-2025, 04:46 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد داود العونه
أقلامي
 
إحصائية العضو







محمد داود العونه غير متصل


افتراضي تقمص..






أرادها قصة قصيرة جدا ..
فعاشها للأبد .
.
.
.






التوقيع

أحبك ِ..
كطفلٍ ساعة المطر!
 
رد مع اقتباس
قديم 25-08-2025, 02:05 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عباس العكري
أقلامي
 
إحصائية العضو







عباس العكري غير متصل


افتراضي رد: تقمص..

"حين تتحوّل اللحظة إلى أبد: قراءة في ومضة تقمّص لمحمد داود العونه"


كيف يمكن للحظة "تقمص.." أن تتحوّل إلى استعارة للحياة بأكملها؟ وكيف تنقلب المفارقة إلى مأساة حين يكتشف الإنسان أن ما أراده لحظة عابرة صار قدَرًا لا ينتهي؟ نص "تقمّص" لمحمد داود العونه يكثّف هذه الأسئلة في سطر واحد يفتح أبوابًا من التأويل.

رجل أراد أن يكتب قصة قصيرة جدًا، فإذا به يعيشها للأبد. لكنها في عمقها تفكك حدود النص والواقع، وتحوّل فعل الكتابة إلى مصير وجودي. القاص يضع القارئ في قلب المفارقة، حيث الرغبة في الاختصار تولّد دوامًا، وحيث الاقتصاد اللغوي يفتح على اتساع تأويلي بلا نهاية.

"الدخول الى عالم النص ينطلق من العنوان إذ هو صاحب الصدارة الذي يلقي بظلال سلطته على القارئ، ويفرض نفسه عليه" (الحمادي، 2024، ص. 96).

"تقمّص" يوحي بالتحوّل، بارتداء حياة ليست لك، بالذوبان في الآخر. وما يلبث المتن أن يبرّر هذا الاختيار: الكاتب لا يكتب النص، بل يتقمّصه، يعيش داخله، وينغلق في دائرته الأبدية.


يعتمد النص على زمن مباغت وسريع: لحظة قرار تتحول مباشرة إلى أبدية. الاختزال الزمني حيث تُضغط الحياة كلها في حركة سردية واحدة. أما المكان فهو غير محدد، فضاء أبيض يتيح للقارئ أن يملأه بما يشاء، إذ لا حاجة للتفاصيل المكانية أمام هذا التجريد الوجودي. الشخصيات بدورها تنحلّ إلى ذات واحدة، لكنها ذات رمزية، يمكن أن تكون القاص نفسه أو أي إنسان يقف على عتبة بين الرغبة والقدر.


الصدمة الكبرى. حين يقول النص "فعاشها للأبد" فإنه يقلب أفق التوقع انقلاب سردي يعيد ترتيب المعنى. القارئ كان ينتظر أن تظل القصة مجرد لعب بالكلمات، فإذا بها تنقلب إلى قدر فلسفي يلاحق الشخصية. المفارقة هنا تولّد الدهشة، وتدفع القارئ لإعادة القراءة مرارًا بحثًا عن ثغرة تنقذه من سجن الأبدية. "ويرى آيزر أن الشيء الأساسي في قراءة كل عمل أدبي هو التفاعل بين بنيته ومتلقيه"، (ديب & عطاالله، 2021، ص. 22)

اللغة في النص متقشفة حدّ العظم، لكنها غنية بالإيحاء. القصة الومضة لا تعيش على ما تقوله، بل على ما تحجبه. الحذف والإضمار هنا أساسيان، فالكاتب لم يقل كيف عاش أو أين عاش، بل ترك للقارئ ملء الفراغ. الفعل القرائي: النص لا يكتمل إلا حين ينخرط القارئ في إنتاج المعنى. النص الجيد يخرق أفق توقع المتلقي، وهو ما يحدث هنا تمامًا: توقعنا قصة عابرة، فوجدنا قدرًا أبديًا.


يمكن أن نقرأ النص كتعبير عن مأزق الكاتب العربي الذي يريد أن يكتب نصًا سريعًا مسايرًا لموضة "القصة القصيرة جدًا"، لكنه يكتشف أنه عالق فيها إلى الأبد، أسير جنس أدبي لا فكاك منه. نفسيًا، النص يكشف عن رعب الوجود: الإنسان يريد أن يختصر الطريق، لكنه يجد نفسه في متاهة زمن لا ينتهي. فلسفيًا، النص يحيل إلى فكرة نيتشوية عن العود الأبدي، حيث اللحظة الواحدة تتكرر بلا نهاية.


النص مفتوح على بعد إنساني عام: هل هي المرأة التي "أرادها قصة قصيرة" فإذا بها تظل قدرًا دائمًا؟ أم هو الرجل الذي أراد أن يختصر التجربة الإنسانية فاكتشف أن الحياة لا تختصر؟ النص يترك الباب مفتوحًا للتأويلات كافة، ويجسد: "النص الذي ينفتح على كل احتمالات التفسير، أي أنه النص الذي يقبل كل تأويل محتمل"، (القصبي، 2014)


هكذا، ينجح "تقمّص" في تكثيف أسئلة كبرى في جملة واحدة. قوته ليست في الحكاية، بل في الصدمة التي يتركها، في شعور القارئ أن النص لم ينته بعد، بل بدأ يعيش داخله هو الآخر.


فهل نحن نكتب نصوصنا، أم أنها هي التي تكتبنا؟ وهل يمكن أن تكون القصة القصيرة جدًا أطول من العمر نفسه؟ وهل التقمّص خلاص أم لعنة؟


المراجع
الحمادي، م. أ. ع. م. (2024). رمزية عتبة العنوان في قصص لولوة المنصوري. مجلة الآداب، (148)، 96. جامعة بغداد.
https://aladabj.uobaghdad.edu.iq/ind...383/3688/11812

ديب، ح.، & عطاالله، ع. ب. (2021). فينومينولوجيا القراءة عند آيزر. مجلة إشكالات في اللغة والأدب، 10(1)، 419–440.
https://asjp.cerist.dz/en/downArticle/238/10/1/147872

القصبي، م. (2014، أبريل 4). رؤى.. نص أمبرتو إيكو المفتوح. جريدة الوطن
https://alwatan.om/details/11934






التوقيع


ع ع ع عباس علي العكري

 
رد مع اقتباس
قديم 27-08-2025, 12:54 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: تقمص..

شكرا للأديب / محمد داوود العونة المكرم

ماكتب هنا بلغة بليغة مقتضبة أومضت في الذهن
وقدحت في قريحة ناقدنا الكريم / عباس العكري
كل هذه الدراسة والقراءة المستفيضة ..



شكرا للكاتب واحتراما
وشكرا للناقد بعدد كل ثانية أنفقها وكل كلمة كتبها ..


لكما التقدير والامتنان ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
قديم 27-08-2025, 12:55 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
راحيل الأيسر
المدير العام
 
الصورة الرمزية راحيل الأيسر
 

 

 
إحصائية العضو







راحيل الأيسر متصل الآن


افتراضي رد: تقمص..

أثبتهما

نصا
وقراءة

لنستفيد
وإكراما مستحقا ..







التوقيع

لم يبق معيَ من فضيلة العلم ... سوى العلم بأني لست أعلم .
 
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والردود المنشورة في أقلام لا تعبر إلا عن آراء أصحابها فقط