قــنّــاص

[ميمون حرش]

بحزم ليل شتوي طويل، ينزوي في ركن قصي بوجه مقنع، لا تظهر من رأسه الملتاع سوى عينين جريحتين،ومن كوة في الحائط يرصد "ضحاياه"، يمسح فوهة مسدسه بيد لا تخطئ ،يرنو داخله، يضع يده على قلبه قبل الطلق.
نبض رقيبٍ كان يشاهده يتسارع، وعلى فمه يجف سؤال:
متى يسدد؟
(…)
طلقة، طلقتان…
صاح أحدهم من كوة أخرى:
"لن يموت أحد، مادمت متوارياً أيها المأفون"

[راحيل الأيسر]

أحب القصص التي تصف الزمان والمكان
والمظهر الخارجي للشخصية والانفعالات النفسية والمونولوج الداخلي وفيها التصعيد الدرامي
والنهاية المفتوحة على التأويل حسب التلقي ..
كل هذا التكثيف في بضع أسطر معدودات ً


أبدعت أخي المكرم / ميمون حرش أستاذنا وأديبنا الفاضل ..


أثبتها مع التقدير ..

[أحمد فؤاد صوفي]

الأديب الكريم/ ميمون حرش المحترم ،،

قصتك هنا عالية الكثافة ومشحونة بالرمزية، وخصوصاً في قفلة الخاتمة المفتوحة، التي تترك للقارئ أن يتصور النهاية الواقعية للحدث حسب ذائقته.
العنوان "قناص" يضعنا مباشرة في أجواء صراع مسلح، ويظهر هوية الشخصية الرئيسية في القصة.
وأرى أن القصة لا تركز فعلياً على فعل القتل، وإنما جاء تركيزها على فعل التردد والانتظار.
الجملة الأخيرة هي التي وضعتنا أمام طريق ذي عدة فروع، فالقصة ، بذلك، يمكن قراءتها على أنها تأمل في العجز عن الفعل مثلاً، كما أنها قد تعطي مفهوماً أن القناص كان قد أجبر على المشاركة ولكن قلبه لم يسمح له بالقتل .. وهكذا ،،
إذا كنت قصدت أن "تحيرنا" فقد نجحت في ذلك.
------------------------------------------
ومن عندي، هدية لك:
*قناص*

لَيْلٌ يَتَقَاطَرُ بَرْدَاً،
في الرُّكْنِ ظِلٌّ
بِوَجْهٍ يَمْحُوهُ الْقِنَاعْ.
عَيْنَانِ… كجَمْرَتَيْنِ
تَسْتَكِينَانْ
يَمْسَحُ فُوَّهَةَ الْمُسَدَّسْ
كَمَا لَوْ يُطهِّرُ خَطِيئَةً مِنَ الدَّنَسْ.
نَبْضَةٌ أُولَى، وَأُخْرَى ثَانِيَة،
تَسْتَيْقِظُ الْجُدْرَانُ عَلَى صَرْخَةٍ وَفَاجِعَة،
تَهَدَّلُ الْهَوَاءْ
كَأَنَّمَا قَلْبٌ مِنْ عُلُوٍّ قَدْ َسَقْطَ .
طَلْقَةٌ أُولَى، وَأُخْرَى ثَانِيَة،
يُطْفَأُ النُّورُ في الدُّرُوبِ،
وَتَسْقُطُ الطَّمَأْنِينَةُ
مِنْ بَيْنِ أَضْلُعِ الْمَدِينَة.
وَمِنْ كُوَّةٍ ضَيِّقَةٍ بَعِيدَة
يَجِيءُ صَدَىً أَجَشّْ
حَتَّى لَوْ تَكُونُوا أَحْيَاءَ
فَأَنْتُمْ أَمَامِي مَيِّتُونَ مِنْ دُهُورْ
>-----------------------<
ودي وتحيتي لك ،،

[ميمون حرش]

المبدعة المايسترو راحيل ، يحفظها الله.
ألف شكرعلى الفرح الذي تمنحين حين تثبتين نصاً، سواء لي أو لغيري.
تحيات زكيات.

[ميمون حرش]

مبدعنا الراقي أحمد فؤاد صوفي، يحفظه الله،
" قناص" من القصص التي أحب، نشرتها في مجموعتي القصصية "ندوب" عام 2014، ونشرتها في منبرنا الرائد "أقلام" عام 2011، وها أنا اليوم أسعد به في عام 2025 حين أعدت نشره، بل ونلت منك بسببه هدية .
هديتك سيدي مفهومة ومقبولة.
جزاك أيها المبدع.
تحياتي