اعـتـراض

[الفرحان بوعزة]

... تهت في الشارع الكبير ، والأيام تسقط من يدي كأكياس فارغة .. أخطو ، أتفقد خطواتي ، الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلا .. ويظهرون أنقى من المطر نهاراً .. حاولت أن أتملص منه ، كان يلازمني ، يسكن معي ، يشاركني في سريري .. تركته نائماً وخرجت خلسة ، لكن اللئيم كــان يقظاً ، يقراً بعينيه سقف البيت على مهل ..
التفت بسرعة ، وجدته يتعقبني .. وفي غفلة منه ، انعرجت إلى درب ضيق ، لملمت ملابسي في فمي وجريت هارباً ، وهو يصيح من ورائي ..
ــ انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟
توقفت أستجمع قوتي .. فجأة ، نط أمامي غاضباً ومعاتباً.. حاولت الهرب .اعــترضني ،هـم بضربي ، والواقع أحسست بالضعف أمامه .. أشهر أمامي وشاح الموت بعدما لـوى فتحة جلبابي على عنقي ، فقفزت كل ملابسي فوق ركبتي .. وكاد يخنقني ، ثم طوح بي على الأرض اليابسة .. جرني مسافة إلى حانة متآكلة .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يضحكون ، يتصايحون ، صرخت فيهم أين هو ؟ قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟

[عدي بلال]

السلام عليكم ..

أحببت أن أرحب بك بيننا أخي الفرحان ، وربما لا تعرفني ، لكن مثلكم لا نجهله ، فأهلاً بك .
لي عودة إن شاء ربي إلى هنا .

تحاياي

[نزهة الفلاح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة

... تهت في الشارع الكبير ، والأيام تسقط من يدي كأكياس فارغة .. أخطو ، أتفقد خطواتي ، الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلا .. ويظهرون أنقى من المطر نهاراً .. حاولت أن أتملص منه ، كان يلازمني ، يسكن معي ، يشاركني في سريري .. تركته نائماً وخرجت خلسة ، لكن اللئيم كــان يقظاً ، يقراً بعينيه سقف البيت على مهل ..
التفت بسرعة ، وجدته يتعقبني .. وفي غفلة منه ، انعرجت إلى درب ضيق ، لملمت ملابسي في فمي وجريت هارباً ، وهو يصيح من ورائي ..
ــ انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟
توقفت أستجمع قوتي .. فجأة ، نط أمامي غاضباً ومعاتباً.. حاولت الهرب .اعــترضني ،هـم بضربي ، والواقع أحسست بالضعف أمامه .. أشهر أمامي وشاح الموت بعدما لـوى فتحة جلبابي على عنقي ، فقفزت كل ملابسي فوق ركبتي .. وكاد يخنقني ، ثم طوح بي على الأرض اليابسة .. جرني مسافة إلى حانة متآكلة .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يضحكون ، يتصايحون ، صرخت فيهم أين هو ؟ قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟

نص عميق وجميل، شكر الله لك الأستاذ الكريم الفرحان بوعزة

[الفرحان بوعزة]

السلام عليكم ..
أحببت أن أرحب بك بيننا أخي الفرحان ، وربما لا تعرفني ، لكن مثلكم لا نجهله ، فأهلاً بك .
لي عودة إن شاء ربي إلى هنا .
تحاياي

شكراً لك أخي المبدع المتألق .. عدي بلال على أخوتك ومحبتك ، شكراً على قراءتك للنص ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[الفرحان بوعزة]

نص عميق وجميل، شكر الله لك الأستاذ الكريم الفرحان بوعزة

الأخت الفاضلة والمبدعة المتألقة .. نزهة الفلاح .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك للنص ، شكراً على كلمتك الطيبة .. كلمة أعتز بها ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

[محمد صوانه]

سرني أن أشاهد المبدع الفرحان بوعزة هنا
هذا تشريف لأقلام، سيدي
قلم له عطاء وافر في مجال القصة والسرد، سننهل بإذن الله من إبداعه.
***
نص مكثف وجميل، عابق بالرمزية..

مع أمنياتي لكم بطيب المقام هنا..

[الفرحان بوعزة]

شكراً لك أخي الفاضل والمبدع المتألق .. محمد .. على كلمتك الطيبة ،
يسرني التواجد بين إخواني المبدعين وأخواتي المبدعات في هذا المنتدى الطيب لأستفيد أكثر ..
شكراً على قراءتك للنص ، شكراً على اهتمامك النبيل .. اهتمام أعتز به ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

[عدي بلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة

... تهت في الشارع الكبير ، والأيام تسقط من يدي كأكياس فارغة .. أخطو ، أتفقد خطواتي ، الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلا .. ويظهرون أنقى من المطر نهاراً .. حاولت أن أتملص منه ، كان يلازمني ، يسكن معي ، يشاركني في سريري .. تركته نائماً وخرجت خلسة ، لكن اللئيم كــان يقظاً ، يقراً بعينيه سقف البيت على مهل ..
التفت بسرعة ، وجدته يتعقبني .. وفي غفلة منه ، انعرجت إلى درب ضيق ، لملمت ملابسي في فمي وجريت هارباً ، وهو يصيح من ورائي ..
ــ انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟

توقفت أستجمع قوتي .. فجأة ، نط أمامي غاضباً ومعاتباً.. حاولت الهرب .اعــترضني ،هـم بضربي ، والواقع أحسست بالضعف أمامه .. أشهر أمامي وشاح الموت بعدما لـوى فتحة جلبابي على عنقي ، فقفزت كل ملابسي فوق ركبتي .. وكاد يخنقني ، ثم طوح بي على الأرض اليابسة .. جرني مسافة إلى حانة متآكلة .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يضحكون ، يتصايحون ، صرخت فيهم أين هو ؟ قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟

السلام عليكم ..

القدير فرحان بو عزة

اعتراض

قصة قصيرة .

بدأت السرد سيدي بضمير المتكلم ، فكنت أنت البطل مجازياً في نصك الجميل ، وتهت في الشارع الكبير ، هذه الدنيا الواسعة ، المليئة بالمنعطفات ، والأيام تسقط من يديك كاكياس ٍ فارغة ..

هذه البداية كشفت عن الشخصية الرئيسة الأولى في النص ، والقارىء يرى بالعين الأولى الشارع الكبير ، وبالأخرى الدنيا ، وهذا جمال الرمزية في نصكم سيدي .

استخدمت في بداية النص صيغة الماضي ، فشعرنا بتلك الفترة الزمنية ، التي انقضت ، قبل لحظة الاعتراف بهذه التيه ، وهذا الدخول المباشر بالنص ، جعل القارىء يترقب الحدث ، منذ المفردة الأولى ، أحييك سيدي على هذه البداية .

لينتقل السرد إلى الفعل الحاضر " أخطو ، أتفقد خطواتي " ، كأن كاميرا القاص تطلب من القارىء أن يرافقها في رحلة ضمير المتكلم .

الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلاً ، ويظهرون أنقى من المطر نهاراً

يصور لنا القاص نظرة الشخصية للناس من حوله ، في سوداوية حال ، وأقترح أن يكون هذا الحوار في رأسه ، بين قوسين ، والسبب حتى لا يشعر القارىء بتدخل القاص المباشر ، في الوصف ، وصف الناس .

ثم يأتي الفعل " حاولت " ، ليشعر القارىء بالحركة في النص ، الحبكة المترابطة الجميلة .

ثم يصف القاص مدى القرب بين الشخصيتين ، الضمير المتكلم والضمير الغائب ، حتى مشاركته السرير ، فتزداد الرغبة في معرفة من هو ..؟

خرجت خلسةً ، لكن اللئيم كان يقظاً " أول صفة للضمير الغائب ، لئيم " .

ثم تتسارع الحركة ، والملاحقة بينهما في تصوير رائع جداً ومبهر ، حتى جملة التوقف

" انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟ "

يطلب منا القاص الآن ، أن نتوقف لالتقاط أنفاسنا ، والهدوء لاستماع الحوار بين الضميرين .

استجمع البطل أنفاسة ، قوته ، أمام من قفز أماه غاضباً ، ومعاتباً ..

" عشرتنا " ، " معاتباً "

يحاول القاص أن يبعث بفكرة هنا ، مؤكداً طبيعة العلاقة بينهما في السابق ، وكان نتيجته " تهت " في بداية النص .

الشعور بالضعف أمامه ، الاعتراض الذي قام به هذا الضمير الغائب ، يؤكد حجم القوة المسيطرة من الضمير الغائب ، وتلك العذابات التي يفعلها ببطل قصتنا ، الضمير المتكلم ، واختلاف نظرات الناس من حوله ، برمزية رائعة لاختلاف الناس وارآئهم .

لتأتي الخاتمة مع نهاية الحدث ...

صرخت فيهم أين هو ؟

قالوا : من ..؟

قلت : الشيطان .

قالوا : أنت ..؟

جاءت النهاية هنا محيرة بالنسبة لي ..

ففهمتها مرةً بأن أوهامه هي من صورت له ، بأن ما يفعله من وسوسة الشيطان ، والحقيقة هي أنها من شيطان انسه . وفي هذه الحالة أقترح إضافة " بل أنت ..! "

وفهمتها مرةً أخرى بأنها تهكم الناس عليه ، والصاق الشيطان به ، لأنه لم يزل تائهاً .

وهو اعتراضٌ مزدوج ، وصراعٌ أزلي إلى يوم يبعثون .

هذا ما خرجت به من نصكم أيها القدير ، فاعذر قصوراً بدى مننا ، لكننا نجتهد .

نص فاخر ، استمتعت به جداً ، وأجدد ترحابي بك أيها القدير الفرحان بو عزة .

تحيتي ومحبتي

[الفرحان بوعزة]

أخي الفاضل والمبدع المتألق .. عدي بلال .. تحية طيبة ..
سررت بهذه القراءة الجميلة التي جمعت بين جودة التحليل والتركيب ،تحليل عمل على خلخلة الخطاطة السردية للنص دون تدمير أصولها ، وتركيب عمل على بنائه من جديد وفق رؤية ناقد متبصر بخبايا الدلالات الكامنة تحت الكلمات ..وليس ببعيد وصعب على قاص متميز .وكاتب لقصتي / قطار بلا قضبان / و/ قصة : وأد /....
كاتب يشق طريق الإبداع بهدوء وروية مع الإمساك بجودة القراءة والإبداع المتميز ..
شكراً لك أخي على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة .كلمة أعتز بها ..
محبتي وتقديري .. الفرحان بوعزة ..

[امامي حسن]

تحية طيبة للقاص الكبير سي فرحان
جدلية محكمة بين متفاعلين داخل الذات الانسانية ... و محاولات ترقي مستمرة يحاولها بعضنا لكن الواقع يتغلب بحقيقته التي تنزلها من مثاليات مرغوبة ...
القراءة الاولى خلال ثنايا النص توحي بالموت يراقصنا ... لكن الحكي اختار الشيطان لكي يجعله ممتلك دواخلنا بالافكار و الوسوسات ...
ربما قد لا ننظر الى عيوبنا فنسقط دائما على الآخر ما هو فينا ... لذلك لما ظن انه تخلص من الشيطان ايقظه الجمع بالجواب المفاجىء و الصادم ...
مودة وتقدير مستمرين...

[الفرحان بوعزة]

أخي الفاضل والمبدع المتألق .. سي حسن .. تحية طيبة ..
فعلا هو اعتراض من الشيطان يتعرض له الإنسان في كل وقت .. والشديد هو من يتغلب عليه ..
شكراً لك أخي على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة . كلمة أعتز بها دائماً ..
محبتي وتقديري .. الفرحان بوعزة ..

[عباس العكري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة

... تهت في الشارع الكبير ، والأيام تسقط من يدي كأكياس فارغة .. أخطو ، أتفقد خطواتي ، الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلا .. ويظهرون أنقى من المطر نهاراً .. حاولت أن أتملص منه ، كان يلازمني ، يسكن معي ، يشاركني في سريري .. تركته نائماً وخرجت خلسة ، لكن اللئيم كــان يقظاً ، يقراً بعينيه سقف البيت على مهل ..
التفت بسرعة ، وجدته يتعقبني .. وفي غفلة منه ، انعرجت إلى درب ضيق ، لملمت ملابسي في فمي وجريت هارباً ، وهو يصيح من ورائي ..
ــ انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟
توقفت أستجمع قوتي .. فجأة ، نط أمامي غاضباً ومعاتباً.. حاولت الهرب .اعــترضني ،هـم بضربي ، والواقع أحسست بالضعف أمامه .. أشهر أمامي وشاح الموت بعدما لـوى فتحة جلبابي على عنقي ، فقفزت كل ملابسي فوق ركبتي .. وكاد يخنقني ، ثم طوح بي على الأرض اليابسة .. جرني مسافة إلى حانة متآكلة .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يضحكون ، يتصايحون ، صرخت فيهم أين هو ؟ قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟

قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟